العلم يحرر العقل من كافة القيود التي تحول

العلم يحرر العقل من كافة القيود التي تحول
بينه و بين التفكير والإبداع والابتكار :
إن العلم يحرر عقل الإنسان من الخرافة وطلاسم وبراثين الجاهلية ، واجتناب التقليد دون تمحيص وتدقيق ، و يشيع في القلوب الطمأنينة والاتزان ، والراحة النفسية ويرفض البطالة للقادرين عن العمل والإنتاج فالبطالة تجعل صاحبها عالة على الغير عبئا على أفراد الأسرة و المجتمع ، فالواجب إجهاد النفس في تحصيل الرزق الحلال .
وبالعلم يكون الفرد على دراية كاملة بتاريخ ونضال و كفاح أمته ، وعلى معرفة كاملة بحلقات و مراحل جهادها ملما بآدابها و فنونها ، مؤمنا بوحدتها مدافعا على تحقيق هذه الوحدة .
إن العلم يسموا بالعقل البشري إلى التفكير و الإبداع و التطور و الازدهار ، وتحكيم العقل ، وحسن استخدام ملكات الفرد في النظر إلى الكون واستنباط الحقائق للوصول للأمن والسلام و السعادة للناس كافة .
إن العلم ينمي ملكات الرحمة و الشفقة للإنسان ويقوي إرادته وعزيمته على فعل الخير والإقلاع على الشر ، ويروضه على الفضائل الشاقة كالصبر و الثبات و الحزم و العزم و أداء الواجب كالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و البذل و الاجتهاد و أداء الأمانة ، والإيثار والكرم و السخاء والجود و الشجاعة .
وجوب تحصيل العلم :
إن العلم تجاوز اختراع و اكتشاف الوسائل البسيطة التي تخفف عن الجهد العضلي وتستغرق أزمنة طويلة في الانجاز إلى أدوات بالغة التعقيد في تركيبها ، تصل إلى أعمال مذهلة في أوقات قياسية .
إننا اليوم ملزمون بخوض بحر المعرفة و التسلح بالعلم لأننا خير أمة أخرجت للناس ، أحبها الله بالإسلام ، وحثها على طلب العلم والانتفاع بهي لان العلم في تطور مستمر ، لايعرف التوقف وحتى نتمكن من مواكبة و مسايرة نهضة الأمم و تطورها و الاستفادة من البلدان المتطورة في مجال العلم و التكنولوجيا عن طريق الشراكة الايجابية و التحرر من الذل والاحتقار والتبعية للغير .
العلم أساس الوطنية :
الوطن هو الإطار الجغرافي الذي نبتنا في أرضه المسقية بدماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم ، وبتضحيات جسام قدمها الشعب الجزائري الأبي برمته من أجل التحرر ، وتضللنا بسمائه المشرقة ، وبمائه وهوائه ننعم بالحياة الهادئة المطمئنة ، ووسطه الحي أصل قوتنا وحركتنا و نشاطنا ، ومادة غذائنا و خيراته علينا لا تعد ولا تحصى ، فالوطن أغلى شيء في حياة الإنسان .
إن العلم يأمر بالإخلاص للوطن و الولاء له والارتباط بتاريخه العريق الممتد من فجر التاريخ ، حيث ملتقى الحضارات القديمة و الإرث الحضاري الثمين ويوصي العلم بتعزيز المعالم الروحية و الثقافية للوطن و ترسيخ الحب و الوفاء حيث تتجلى المحبة الخالصة للوطن في التضحية من أجل ازدهاره والاعتزاز بتاريخه و عاداته وتقاليده .
إن الوطني هو الذي يتعلق بوطنه ويدافع عنه في حالة تعرضه إلى اعتداء ، ويضحي من أجله قال الشاعر :
وهبتك روحي يا جزائر فأمري كما شئت إني خاضع لك خـــادم
خذ من دمي يا ابن الجزائر إنني أخ لك في كل الخطوب مقاسم
وقال شاعر الثورة مفدى زكريا :
إن الجزائر في الوجود رسالــة الشعــب حـررها وربـك وقـعـا
وكان بعض الحكماء يقول : << حب الوطن من الإيمان >>
وقال فضيلة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله : << الوطنية في الإسلام هي أن تحافظ على الأسرة بجميع مكوناتها وعلى الأمة بجميع مقاومتها ، وتحترم الإنسانية في جميع أجناسها وأديانها فهي تخاطب البشرية ، كلها في جميع أجناسها لقوله تعالى " وقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر و البحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلا "
وتخاطبها في جميع أديانها لقوله تعالى " لكم دينكم ولي ديني " وتخاطب جميع الأمم والأوطان يقول تعالى " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله " وقوله تعالى " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
هذه هي وطنيتنا معشر المسلمين الجزائريين الأفارقة ، وطنية كل مسلم صادق في إيلامه ووطنيته >>.
وقال أيضا :<< حافظ على حياتك ولا حياة لك إلا بحياة قومك ووطنك و دينك و لغتك و جميل عاداتك >> . الإخلاص في العمل :
إن العلم يحث على التحلي بالروح الوطنية التي تتجلى في إتقان العمل أساس التقدم الاجتماعي و التطور الاقتصادي للوطن ، والجهد المبذول في ترقية الخدمات النافعة للمواطنين ، فالسعي في كسب الرزق و المثابرة في خدمة الوطن من أفضل واجل العبادات. قال الله عز وجل << وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون >> وقال الرسول صلى الله عليه وسلم <<العمل عبادة >> وقال أيضا << ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل >> وقد ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا كثير العبادة ، فسأل عن من يقوم بحاجيه قالوا أخوه قال << أخوه أعبد منه >> وأما اللامبالاة والاستهتار وعدم إتقان العمل فهو مضيعة للوقت ومفسدة للوطن .
يتبع