سليم قلالة بالمسيلة ..لا سبيل لنهوض الامة الا بالشرعية
بقلم : عباس بومامي
aswat-elchamal
حل بالأمس الخامس عشر من سبتمبر 2012 الدكتور سليم قلالة على مكتبة بلدية سيدي هجرس و المركز الثقافي لمدينة سيدي عيسى بالمسيلة, و قد حلت معه أفكاره الحضارية التي عهدناها فيه مذ كنا طلبة في مدرجات الجامعة , حيث كان ما تبقى من الحضور صبورا رغم التأخر في الوصول إليه و قد بدا عليه التعطش واضحا لأفكار الأستاذ المحاضر و هي علامة وعي كبير.
استقبل الدكتور سليم قلالة رفقة رئيس تحرير أصوات الشمال عباس بومامي و عضو شعبة جمعية العلماء بمكتب سيدي عيسى السيد محفوظ بلهادي من طرف المشرفين على المكتبة البلدية و جمع من المثقفين و أهل المدينة , حيث تم التعريف بأجنحة المكتبة التي صنعت منها إرادة القائمين منارة تفخر بها البلدة ككل اذ اجتمعت فيها كل صفات المكان اللائق للعلم و المعرفة و النظام و التنظيم . و هو أمر لم نعهده حتى في المدن الكبيرة .
في البداية رحب السيد ميهوبي عبد القادر بالزوار و الحضور ثم أحال دون إطالة الكلمة لرئيس تحرير أصوات الشمال ليرحب هو بدوره بالدكتور سليم قلالة مؤكدا أن الأستاذ المحاضر غني عن التعريف و لعل أفكاره الحضارية و انشغاله بقضايا الأمة و المجتمع و الوطن هي عناصر هويته المعرفية . ثم فسح المجال للأستاذ المحاضر الذي راح يناقش و يحلل أفكار التغيير في العالمين العربي و الإسلامي معتبرا إن غياب الرؤية الإسلامية الواضحة في العالم الإسلامي هي سبب التخبط و التقهقر الذي تعيشه الأمة و أن ما يلحق بها من أذى مرسوم باستراتيجيات كبيرة و بمخططات مدروسة لا مجال فيها للعفوية أو المفاجأة . و بالتالي فمشروع الأمة يجب أن يبدأ من الفرد الذي يحس بأمته و يقدر شخصيته و يصنع مصيره .
و قد تلت المحاضرة التي جاءت تحت عنوان ° المستقبل الحضاري للأمة الإسلامية ° نقاشات أثبتت أن الثقافة و الوعي ليس مقصورا على المدن الكبيرة وحدها , حيث عم النقاش مختلف الجوانب بتركيز على الحالة الجزائرية . و في الأخير و بعد تدخلات بعض الحضور ,عقب رئس تحرير أصوات الشمال بقوله أن الأمة الإسلامية تتعرض لحملة تشويه واسعة و مقصودة و أن الأعداء يخططون ليل نهار لتنفيذ مخططاتهم حيث خلص إلى أن عملية اغتيال السفير الأمريكي في ليبيا و تزامنها مع عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا تكاد تكون مختلفة عن سيناريو الفيلم المعروض و كأن عملية الاغتيال مدبرة لتبرير استقدام حاملات الطائرات و قوات المارينز و الطائرات بدون طيار لاستعمار ليبيا . و المقياس هو ان نبحث في اي حدث فإذا اكتشفنا أن نتيجة ذلك الحدث تصب في صالح الأعداء فالأمر مدبر و مخطط له و لا داعي للتعامل مع مثل هذه الاحداث بسطحية و سذاجة .
اما في عشية ذلك اليوم فقد ألقى د. سليم قلالة المحاضرة نفسها بالمركز الثقافي بسيدي عيسى حيث راح يؤرخ للتشخيصات التاريخية للداء الحضاري الذي أصاب الأمة من شكيب ارسلان إلى محمد عبد و إلى ابن باديس و غيرهم معتبرا أن الجميع من هؤلاء و غيرهم كتبوا المجلدات و الكتب في هذا المجال لكن الأمة بقيت تراوح مكانها و لم تقلع و بقيت راكدة حضاريا حتى صارت امة ردود أفعال بدل ان تكون امة تستبق الأحداث و تتوقع حدوثها و تحتاط لها .
و الملاحظ انه لا يوجد أي فرق بين ما عدده السابقون من أوجه التخلف و بين ما هو واقع في أيامنا هذه , و قد عزا الأستاذ المحاضر ذلك إلى غياب رؤية إستراتيجية بعيدة المدى مؤكدا في الوقت نفسه أن مجتمعاتنا العربية و الإسلامية لا يمكن أن تتلمس طريقها نحو الرقي و التقدم في ظل الإمكانات التي حباها الله بها , ما لم تستطع حل مشكلة شرعية الأنظمة الحاكمة .
و في الأخير فتح باب النقاش للحضور الذي كان كبيرا إلى حد ما حيث عم النقاش معظم جوانب المحاضرة .