جودة اتخاذ القرارات

ان وظيفة الادارة الاساسية هى اتخاذ القرارات على كل المستويات سواء كانت ادارة الدولة او ادارة المنظمات.
ولاتخاذ القرارات منهجية علمية محددة ممكن لمتخذ القرار اتباعها وصولا لجودة القرارات ولتحقيق جودة القرارات فهى تمر بالمراحل التالية:

اولا : تحديد المشكلة (موضوع القرار) وهذه مرحلة مهمة وتحتاج الى بصيرة وحكمة وخبرة ، فقد نكتشف عند تحديد المشكلة اننا لسنا فى حاجة الى قرار ، ويقولون بحق ان تحديد المشكلة هو نصف الطريق الى الحل.

ثانيا : ان المشكلة بالتعريف هى تحديد الانحرافات عن الاهداف المتوخاة ، وهنا يجب تحديد حجم المشكلة ، ومداها ، واثارها المحتملة.

ثالثا : تحديد البدائل المحتملة لحل المشكلة ، وهذه اهم المراحل لأنها تحتاج الى ابداع وصفاء للذهن وإخلاص النويا وإيثار المصلحة العامة على المصالح الخاصة ، وتحتاج الى جمع معلومات موثقة وأمينة والبعد عن الحدس والتخمين والأوهام والتصورات الخيالية الساذجة دون تدقيق وإمعان للبصر والبصيرة ، والتركيز يكون حول الحقائق المجردة ، وهذا العمل قد يحتاج الى متخصصين فى مجالات شتى اقتصادية وسياسية وقانونية واجتماعية وإدارية حسب طبيعة وحجم وآثار كل قرار.

رابعا : دراسة وتقييم البدائل اى الحلول المقترحة ، وفى هذه المرحلة يتم الموازنة بين الايجابيات والسلبيات لكل بديل من البدائل وذلك بدراسة اثاره الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والقانونية والدستورية ومدى مساهمته فى حل المشكلة جذريا بحيث لاتتكرر فى المستقبل .

خامسا :اتخاذ القرار ، بالرغم من الدراسات السابقة والجهود العلمية من فريق العمل ، وفى هذه المرحلة يظل الرئيس على اى مستوى متحملا وحده الاثار المترتبة على اتخاذ هذا القرار من القبول او الرفض ، لذلك من المهم ان تتم مراجعة هادئة لكل المراحل السابقة وقد يتطلب الامر من الرئيس بصفته ومكانته ان يسترشد برأى فريق اخر للمراجعة حسب اثار وأهمية القرار قبل اتخاذه .

سادسا : التمهيد لاتخاذ القرار ، ان بيع القرار وتحقيق الرضا واستشعار اثاره لتحقيق المصلحة العامة يتطلب من متخذ القرارات الشفافية لمواجهة افراد الدولة او المنظمة بالحقائق والتمهيد ، وتهيئة الاذهان لاتخاذ الفرار وعلى كل الاحوال هناك اعتبارات كثيرة يجب ان تؤخذ فى الاعتبار مثل وقت اتخاذ القرار...الخ .

سابعا : اتخاذ القرار يقوم الرئيس الاعلى للدولة او المنظمة باتخاذ القرار وإحاطة المتأثرين بالقرار والدوافع لمثل هذا القرار والنتائج المتوخاة من هذا القرار.

ثامنا : متابعة اثار القرار ، ان هذه المرحلة مهمة لجمع المعلومات عن الاعتراضات والحوار حولها وقبول الاراء الموضوعية وتزويد اجهزة الاعلام بكل الحقائق اولا بأول ، وإبداء الاستعداد للمراجعة والمرونة فى حالة ظهور حقائق تقتضى المراجعة.
ان الادارة حقا هى اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والإدارية ...الخ فى شتى مجالات ادارة الدول والمنظمات ، وقد تلعب الحوكمة دورا مهما فى ترشيد اتخاذ القرارات.

دكتور سمير رمضان الشيخ
مستشار تطوير المصرفية الاسلامية