سيــدي هجـــرس لكل الشرفــــاء
اهلا بكل احباب الاصالة في منتدى سيدي هجرس لكل الشرفاء
سيــدي هجـــرس لكل الشرفــــاء
اهلا بكل احباب الاصالة في منتدى سيدي هجرس لكل الشرفاء
سيــدي هجـــرس لكل الشرفــــاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيــدي هجـــرس لكل الشرفــــاء

سيــدي هجـــرس لكل الشرفــــاء
 
الرئيسيةجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» افضل مواقع للتوظيف
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالجمعة يناير 03, 2014 3:48 am من طرف admin

» الاستاذ محمد الهادي الحسني الاولى الى مكتبة بلدية سيدي هجرس
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالجمعة يناير 03, 2014 3:37 am من طرف admin

» أيها الحسني لا تمت قبل أن تموت.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالجمعة يناير 03, 2014 3:32 am من طرف admin

» أصحاب الإنجازات العظيمة.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالأربعاء سبتمبر 18, 2013 9:40 am من طرف admin

» الجهل : وضع الأجداد العِقال للرجل فنقلته الأحفاد إلى الرأس.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالسبت يوليو 13, 2013 2:11 am من طرف شهاب عليم

» جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالإثنين يوليو 08, 2013 5:48 am من طرف شهاب عليم

»  الإجـازة الصيفيــة ... والانتفــاع بالوقــت.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالأحد يونيو 23, 2013 2:07 am من طرف شهاب عليم

» كيف السبيل إلى السلامة من الناس ؟
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالأحد يونيو 02, 2013 2:05 pm من طرف شهاب عليم

» قصة : في بلاد الثلج.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالجمعة مايو 31, 2013 5:09 am من طرف شهاب عليم

» متفرقات : قصص ذكاء‏.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالجمعة مايو 31, 2013 2:42 am من طرف شهاب عليم

» Blague : Dernière découverte en Algérie
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالأحد مايو 19, 2013 2:57 pm من طرف شهاب عليم

» أمـازيـغــيّـون نـحـن… ولــــكن..!
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالخميس مايو 16, 2013 1:14 pm من طرف شهاب عليم

» كتاب : فن الخطابة.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالخميس مايو 16, 2013 1:03 pm من طرف شهاب عليم

» وإذا سألك عبادي عني فإني قريب.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالسبت أبريل 20, 2013 2:47 am من طرف شهاب عليم

» مِن نُكَتِ القرآن : وما ربك بظلام للعبيد.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالإثنين أبريل 15, 2013 4:31 am من طرف شهاب عليم

» البدء بإصدار بطاقة وشهادة النسب الإدريسي‏.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالخميس مارس 28, 2013 5:18 pm من طرف شهاب عليم

» في اليوم العربي للغة العربية: الألكسو والأحلام المؤجلة.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالسبت مارس 09, 2013 2:41 pm من طرف شهاب عليم

» Un Algérien raconte son aventure.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالخميس فبراير 28, 2013 12:45 pm من طرف شهاب عليم

» كنزة : ابنة زعيم قبيلة أوربة الأمازيغية.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالأربعاء فبراير 27, 2013 3:44 am من طرف شهاب عليم

» بعض قبائل الأشراف أمازيغية الأصل.
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالأربعاء فبراير 27, 2013 3:40 am من طرف شهاب عليم

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
pubarab
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 906 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو salima فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2811 مساهمة في هذا المنتدى في 1152 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
admin
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
شمس الاصيل
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
عليلو
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
شهاب عليم
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
عباس
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
الثائر المتواضع
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
mimi
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
مجنون بلادو
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
Hadj aissa
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
m.abdelkader
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_rcapجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_voting_barجلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. I_vote_lcap 
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهاب عليم

شهاب عليم


عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 06/04/2012

جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Empty
مُساهمةموضوع: جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب.   جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب. Emptyالإثنين يوليو 08, 2013 5:48 am

هو محمد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن قاسم بن مسيب بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق، عرف نفسه بالبلخى، ولُقب بالقونوى نسبة إلى قونية التى سكنها وتوفى فيها، كذلك لُقب بالرومى نسبة إلى بلاد الروم، وكانت قونية، فى وسط تركيا الراهنة، فى عهده إحدى أعظم مدن الإسلام فى الروم، فأصبح يُعرف بالبلخى القونوى الرومى.

بدأ عالماً بفقه الحنفية ومختلف أنواع العلوم التى جادت بها قرائح المسلمين، ثم انتهى متصوفاً بعدما ترك الدنيا والتصنيف، ولجأ إلى الشعر يبث فيه فلسفته القائمة على وحدة الوجود، وصحة الأديان جميعاً، والدعاية إلى المحبة والسلام، وقد أدى بيانه الفياض، والقيم العميقة الرحبة المتسامحة، التى تنطوى عليها فلسفته، وتكمن فى أبيات قصائده إلى أن صار الآن جسراً متيناً بين الشرق والغرب.

ولد فى فارس عام 604هـ 1207م لأسرة ينتهى نسبها، على الأرجح، إلى أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وتحظى بمصاهرة البيت الحاكم فى خوارزم، أما أمه فكانت ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد.

وما إن بلغ الرومى الثالثة حتى انتقل مع أبيه إلى بغداد إثر خلافه مع الوالى محمد قطب الدين خوارزم شاه، وفى بغداد نزل أبوه فى المدرسة المستنصرية، لكنه لم يستقر فيها طويلاً، إذ قام برحلة واسعة زار خلالها دمشق ومكة وملسطية وأرزبخان ولارند. وفى دمشق التقى الرومى أستاذه الأول برهان الدين،  ودرس مع نخبة من أعظم العقول الفقهية والعلمية آنذاك، ما مكنه فى النهاية من اكتساب علم متين فى الفقه والتصوف،‏ ولما أدرك سيد برهان أنه أكمل مسؤولياته تجاه تلميذه أراد تمضية البقية من عمره فى عزلة، فانقطع عنه تلميذه.

استقر والد الرومى آخر الأمر فى قونية عام 632هـ، مشمولاً بحماية الأمير السلجوقى علاء الدين قبقباذ ورعايته، وقد اختير الأب للتدريس فى أربع مدارس فى قونية حتى وافته المنية عام 628هـ، فخلفه ابنه جلال الدين فى المهنة، لكن الابن فاق الأب فى الإلمام بالفقه وغيره من العلوم الإسلامية.

يروى البعض أن الرومى حين توجه بصحبة والده إلى مكة لأداء فريضة الحج، التقى فى نيسابور الشاعر الصوفى المشهور فريد الدين العطار، الذى أهداه كتابه «أسرار نامة»، وأوصى العطار الوالد بابنه قائلاً له: «اعتنى بهذا الولد، فإنه عما قريب سينفث فى هذا العالم نفساً مشتعلاً». وظل هذا اللقاء العابر محفوراً فى عقل الرومى وقلبه، وكان يردد دوماً: «لقد اجتاز العطار مدن الحب السبع بينما لا أزال أنا فى الزاوية من ممر ضيق». ثم عبر عن هذه اللحظة المهمة فى حياته بشعر أنشد فيه: «وفجأة أشرق فى صدرى نجم لامع، واختفت فى ضوء ذلك النجم كل شموس السماء».

لكن نقطة التحول فى حياة الرومى كانت حين التقى الصوفى الأمى المشهور شمس الدين التبريزى، الملقب بشمس المغربى، الذى ترك فيه بصمات قوية انطبعت على عقله وذوقه وبيانه، وتعلق الرومى بأستاذه الجديد بشدة، وصار للتبريزى سلطان قوى عليه، فودع حياة التدريس، وانقطع للعبادة، ونظم الشعر، وأسس طريقة صوفية لا تزال تحيا بين ظهرانينا وهى «المولوية»، التى عنيت فى تربية مريديها بالرياضة الروحية، وسماع الموسيقى، على الخلاف من الطرق الصوفية الأخرى.

بعد عامين من هذه العلاقة المكثفة ارتحل شمس تبريز عن الدنيا الفانية ولقى ربه، وشعر الرومى بمعاناة شديدة عبر عنها حركياً فى شكل الرقص الدائرى الذى أصبح علامة على طريقته الصوفية، كان يدور ويدور حتى يصل إلى حالة من الذهول ويبكى وينتحب مبتغياً وجه ربه، ثم بدأ فى نظم شعر يعبر فيه عن آلام الفراق والانفصال عن أستاذه ومعلمه، وأخذ يكتب عن الحب والفراق واللوعة والتطلع للقاء الحبيب. وكان تأثير شمس تبريز على الرومى عظيماً وعميقاً حتى إنه وقّع الشعر الذى نظمه بعد وفاة شمس باسم الأخير وليس باسمه.

فى مطلع الخمسينيات من عمره راح الرومى يملى على تلميذه حسام الدين ديوانه الشعرى الصوفى {المثنوى}، أكبر ديوان صوفى فى التاريخ الإنسانى، ومؤلف من سبعة وعشرين ألف بيت، وينطوى على مناحى الشخصية الإنسانية كافة، وتفاصيل دقيقة فى عالم الطبيعة والتاريخ والجغرافيا.

نظم الرومى ديوانه ليشكّل بيانًا وشرحًا لمعانى القرآن الكريم، ومقاصد الشريعة، ويكون ذلك هدفًا إلى تربية الشخصية الإسلامية وبنائها، وزادًا له فى صراعه مع قوى الشر والجبروت، وعونًا له على مقاومة شهوات النفس والتحكم فى أهوائها. وكشف الديوان عن ثقافة صاحبه الموسوعية، التى عبر عنها بروح إنسانية سامية، استخدم فيها ببراعة فن الحكاية، وهى فى حركتها وتطورها وحوارات شخصياتها لا تقل روعة عن بعض القصص المعاصرة، إذ تتميز بالثراء والتنوع فى تساميها وعجزها ونفاقها وريائها، وحيرتها بين الأرض وما يربطها بها، وبين السماء وما يشدها إليها، ذلك كله فى تدفق وانسياب غامر، وعرض مشوق، وأسلوب جذاب أخَّاذ، ولغة متميزة.

يبدأ الديوان بأبيات تحكى شوق الروح الإنسانية إلى خالقها، تحت غطاء رمزى، يتمثل فى ناى يئن حنيناً إلى منبته، بقوله (مترجم عن الفارسية):

أنصت للناى كيف يقصّ حكايته

إنه يشكو آلام الفراق

إننى منذ قطعت من منبت الغاب

والناس رجالاً ونساء يبكون لبكائى

إننى أنشد صدراً مزّقه الفراق

حتى أشرح له ألم الاشتياق

فكلّ إنسان أقام بعيداً عن أصله

يظلّ يبحث عن زمان وصله.

علاوة على «المثنوي» نظم الرومى ديوان «شمس تبريز» الذى يشمل غزليات صوفية، والتزم فيه ببحور العروض، وهو يحوى 36023 بيتًا، إضافة إلى الرباعيات، وهى منظومة أحصاها العالم الإيرانى المعاصر بديع الزمان فوزانفر فوجد أنها تبلغ 1659 رباعياً، أى 3318 بيتاً، وثمة «المجالس السبعة»، الذى يشتمل على سبع مواعظ دينية وخطب ألقاها الرومى أثناء اشتغاله بالتدريس، علاوة على مجموعة رسائله، وفيها تلك التى وجهها إلى شيخه شمس الدين تبريزى، وتصور العلاقة الروحية السامية التى ربطت بينهما.

بان فى شعر الرومى أن الأخير مستقل عن المذاهب كافة، وهى مسألة يعكسها بجلاء قوله: «تعالَ وكلمنى ولا يهم من أنت ولا إلى أى طريقة تنتمى ولا من هو أستاذك، تعال لنتكلم عن الله».

قالت الشاعرة الكرواتية ومترجمة الرومى فيسنا كريمبو تيتش: «تعبر أشعار الرومى بجلاء وجمال عن حب الإنسان لله سبحانه وتعالى».

ومركزية قيمة الحب فى تجربة الرومى، جعلته يتجاوز حدود المعتاد، ويقبل المشارب والأطياف كافة، ويقول بوحدة الحب والأديان، بل إن العاشق فى نظره لا يكون صادقاً ما لم ينفتح أفقه على الخلق كله، وتعود فيوضات المحبة فى شعر الرومى وفلسفته الإنسانية إلى الحب الجارف الذى كان يكتنف روحه، فالحب لديه لهيب محرقة، وفى بحر السماع ماء معين ترتوى منه الروح ما تريد وكيفما تشاء. فهو عندما يتحدث عن قيمة السماع والمجاهدة والإرادة فى مكابدة النفس والوجود، كأنه يجسد فعل المحبة الشاملة، والقيم كافة التى دارت حولها تجربة جلال الدين الرومى الروحية، تصب فى فلسفة الحب التى جعلها أساس الوجود الإنسانى، وحول المرأة التى ينعكس فيها كل شىء.

عرّف الرومى الحب قائلاً: «يعنى أن تميل بكلك إلى المحبوب، ثم تؤثره على نفسك وروحك ومالك ثم توافقه سراً وجهراً ثم تعترف بتقصيرك فى حبه». وكان يعتقد أن الحب، هو «هتك الأستار وكشف الأسرار». وطاقة الحب لديه هى «النار المشتعلة فى القلب والتى تحرق كل شىء عدا مراد المحبوب»، و«استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من محبوبك، فالحب يسقط شروط الأدب»، وهى كذلك «كالغصن، حين يغرس فى القلب فيثمر على قدر العقل»، وكان يقول دوماً: «الحب أوله ختل وآخره قتل».

وأنشد الرومى شعراً خالداً فى الحب الإلهى، إذ قال فى قصيدته «شمس مغربى»:

ولقد شهدت جماله فى ذاتى

لما صفت وتصقلت مرآتى

وتزينت بجماله وجلاله

وكماله ووصاله خلواتى

أنواره قد أوقدت مصباحى

فتلألأت من ضوئه مشكاتى

كان الرومى مسلماً مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة، لكنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى بسبب تفكيره المرن المتسامح. فطريقته شجعت التساهل اللامتناهى مع المعتقدات والأفكار كلها، كذلك كان يدعو إلى التعليل الإيجابى، الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة. وبالنسبة إليه وإلى أتباعه، فإن الديانات كافة خيرة وحقيقية بمفاهيمها، لذلك كانوا يعاملون المسلمين والمسيحيين واليهود معاملة سواسية.

وكغيره من الصوفيين، آمن الرومى بالتوحيد مع حبه، أى الله. هذا الحب الذى يبتعد عن الإنسان، والإنسان فى مهمة إيجاده والعودة إليه.

لم يكن الرومى منفصلاً عن قضايا عصره، فقد أبصر النور فى ظل انتصار المغول الكاسح، الذى هرب والده نفسه أمامهم من بلخ (أفغانستان) إلى دمشق. وكانت نتيجة الهجوم المغولى تحويل حواضر الإسلام الزاهرة فى إيران والعراق وآسيا الوسطى عموماً إلى كتل من اللهب وركام من التراب، وكان جنكيز خان يسأل الناس عن دينهم فيجيبونه: «ديننا الإسلام، ويقولون كذا وكذا...»، فيرد عليهم: «لا أرى أنكم تقيمون دينكم، أنا نقمة ربكم عليكم». أما السلطان الخوارزمى علاء الدين محمد فقد تمكّن المغول من القبض على نسائه ووالدته وأصبحن خادمات فى بيوت أمراء المغول أنفسهم، هذا السلطان الذى كان هو وجنده أسرى للشهوات والأهواء، هرب قاصداً إحدى الجزر البحرية النائية فى بحر قزوين، حيث مات ذليلاً، طريداً، وقبيل وفاته قال كلاماً بليغاً يدل على شدة ندمه على ما فرط فى جنب الله سبحانه وتعالى: «لم يبق لنا مما ملكناه من أقاليم الأرض قدر ذراعين، تُحفَر فنُقبر، فما الدنيا لساكنها بدار، ولا ركونه إليها سوى انخداع واغترار، ما هى إلا رباط ، يدخل من باب ويخرج من باب ، فاعتبروا يا أولى الألباب».

أفرد الرومى فى هذا كتاباً سماه «فيه ما فيه»، وهو عبارة عن حشد لمجموعة ذكرياته عن مجالس إخوانه فى الطريقة، ويشتمل على قصص ومواعظ وأمثال وطرائف وأخبار، مخاطباً العامة، على عكس كتابه الأول الذى يخاطب خاصة الصوفية. كذلك روى الرومى فيه جانباً من هزيمة المسلمين أمام التتار، قائلاً: «فى البداية كان المغول يأتون إلينا وهم عراة حفاة يركبون العجول ويحملون سيوفاً من خشب، إنهم يسكنون الصحارى والقفار، كانو أذلة وضعافاً وكانت قلوبهم منكسرة، فى أحد الأيام قصدت جماعة من تجارهم سوقاً من الأسواق التى كانت تحت ولاية السلطان خوارزم شاه، وبينما هم منشغلون بتجارتهم البسيطة هاجمهم جنود السلطان وأجهزوا على تجارتهم وساموهم العذاب، بل قتلوا الكثير منهم، الناجون من التجار المغول هربوا نحو بلادهم فالتجأوا إلى ملكهم يشتكون ويطلبون النجدة، طلب منهم الملك أن يمهلوه عشرة أيام، فذهب إلى خارج البلدة واعتكف داخل غار صائماً متبتلاً متوسلاً، فجاءه نداء من الله: «لقد قبلنا شكواك، إذهب فأينما حللت فإنك منصور».

وكان الرومى يؤمن بوحدة الوجود، وصحة الأديان كلها، لأنها فى النهاية تدعو إلى عبادة الله تعالى. وعبر عن هذا فى قصيدة تقول:

نَفْسى، أيها النور المشرق، لا تَنأى عنى لا تنأى عنى

حبى، أيها المشهد المتألِّق، لا تَنأى عنى لا تَنأى عنى

انظرْ إلى العمامة أحكمتُها فوق رأسى

بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصرى

أحملُ الزنار، وأحمل المخلاة.

لا بل أحمل النور، فلا تَنأى عنى، لا تَنأى عنى

مسلمٌ أنا، ولكنى نصرانى وبرهمى وزرادشتى

توكلتُ عليك أيها الحق الأعلى، فلا تَنأى عنى لا تَنأى عنى

ليس لى سوى معبدٍ واحد، مسجداً كان أو كنيسة أو بيت أصنام

ووجهك الكريم فيه غاية نعمتى، فلا تَنأى عنى لا تَنأى عنى.

وفى المضمار ذاته، يقول جلال الدين الرومى أيضاً:

مجهول أنا عند نفسى، بربك خبِّرنى ما العمل

ولا بهذا الكون ولا ذاك، ولا فى الجنة ولا النار موطنى

ولا طردت من عدن ولا يزدان، ولا من آدم أخذت نسبتى

بل من مقام ما أبعده من مقام، وطريق خفى المعالم

تجردت عن بدنى وروحى، فمن جديد أحيا فى روح محبوبى.

أدت الفلسفة الإنسانية الرحبة التى انطوى عليها شعر الرومى إلى اهتمام المستشرقين به، إلى درجة أن فتحت فى الغرب تخصصات أكاديمية عكفت على دراستها، وقبل سنوات قليلة سجلت مبيعات ترجمة بعض أشعاره أكبر حصة فى الولايات المتحدة الأمريكية. لذا صار الرومى أحد أكثر الشعراء شعبية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعرّفه شعبها باسم «رومى». وعلى رغم أنه لم يكن معروفاً فيها قبل أعوام قليلة، لكن الإقبال على دراسة أعماله انتشر فى الجامعات الأمريكية كلها. كذلك تنشر الأبواب الثقافية فى الصحف الصادرة فى المدن الأمريكية الكبرى كلها تقريباً مواعيد قراءات أشعاره وإلقاء محاضرات عنه وأعماله. وأكبر مقياس على مدى شهرته، تسجيل مجموعة من نجوم السينما والمطربين أشعاره.

أبعاد الولع بجلال الدين الرومى فى الولايات المتحدة تثير الدهشة والإعجاب، فخلال السنوات العشر الماضية، حسبما قالت مصادر متعددة، فاقت مبيعات دواوينه مبيعات دواوين أى شاعر آخر فى الولايات المتحدة.

أوضح الشاعر الأمريكى كولمان باركس، الذى كانت ترجماته لأشعار الرومى أكبر عامل أدى إلى شعبيته فى بلاده: «طبيعة أفكار المذهب الصوفى التى تغلب على أشعار الرومى وجدت صدى لها بين الأمريكيين الذين يسعون إلى هذه الخاصية. نفحات قصائد الرومى تحمل فى ثناياها جوهر الرسالة الإسلامية، ألا وهى التسليم بقضاء الله».

وكان الشاعر الأمريكى المعروف روبرت بلاى قدم أحد دواوين الرومى عام 1979، وكان مكتوباً بأسلوب أكاديمى ردىء، وكان الترجمة الإنكليزية الوحيدة لأشعار الرومى آنذاك، فقال الشاعر آنذاك: «تلك الأشعار بحاجة إلى من يفك عقالها ويخرجها من القفص المحبوسة فيه».

سرعان ما شرع باركس فى العمل. وحسبما قال، «لقد صغت أشعاره كشعر حر أو مرسَل باللغة الإنكليزية الحديثة. تلك الصياغة هى أقوى ما لدينا من تقاليد وأعراف شعرية. ثمة موسيقى شعرية كثيفة فى مؤلفات الرومى، لكنى لا أستطيع نقلها أو ترجمتها. إننى أنصت إلى ما ينبض بين أبيات شعره من مشاعر وعواطف، وأحاول أن أحذو حذوها كى أستخرجها، وأجعلها تنطلق مغردة وباهرة».

ولا يغفل باركس احتمال أن تقرّب أعمال الرومى بين الأمريكية والمسلمين: «الأمريكيون لا يرون أموراً كثيرة فى العالم الإسلامى، ومن بينها جلال الدين الرومى. إننا لا ندرك تماماً ما فى أعماله من جمال. كلى أمل فى أن تسهم تلك الترجمات فى تيسير الفهم وأن تصبح بوابة يمكن أن تدخل منها أشعار الرومى».

وقالت المترجمة الكرواتية تيتش إن لقاءها مع كنوز الروح التى كتبها الرومى جعلها تلتقى بأصولها التى تتواجد فى البشر كلهم. ووصف المستشرق الكبير أكرم شاوشفتش هذه الترجمة بأنها: «لحظة مهمة فى تاريخ الثقافة الكرواتية».

كذلك كان لمؤلفات الرومى تأثير كبير فى الأدب الفارسى والتركى والأوردى والعربى والغربى عبر ترجمته إلى لغات عالمية عدة. وغنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعاره لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده فى فائدة الموسيقى والرقص الروحية.

ولم يقتصر عطاء الرومى على الفلسفة والأدب، بل أسس طريقته الصوفية التى لا يزال مريدوها ينتشرون فى كل أنحاء العالم. وكانت المولوية هى التى تتكفل بتقليد السلطان العثمانى سيفه عند جلوسه على العرش، كذلك انتسب إليها الكثير من الأمراء، وظلت هذه الفرقة محل إجلال وتقدير طيلة العهد العثمانى إلى أن ألغاها كمال أتاتورك عام 1926، عندها تحوّل مركز المولوية إلى حلب فى سوريا.

وظل الرومى يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومن يتابعه من الخاصة والعامة، إلى أن وافته المنية عام 672 هـ، 1273م عن عمر يناهز السبعين عامًا، وحمل نعشه أشخاص من ملل خمس إلى مثواه الأخير، وأطلق مريدوه على ليلة وفاته «ليلة العرس» ولا يزالون يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن. دُفن الرومى إلى جانب قبر والده، فى ضريح معروف بقونية، وكتب على الضريح بيت عميق بليغ من الشعر يخاطب به الرومى زائريه:

يا من تبحث عن مرقدنا بعد شدِّ الرحال

قبرنا يا هذا فى صدور العارفين من الرجال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جلال الدين الرومى..الشاعر الصوفىّ الذى أدهش الغرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مكانة المرأة في الاسلام وفي الغرب
» إعجاز القرآن أنار لعلماء الغرب طريق الإيمان
» لماذا كل العالم يقحم الدين في الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيــدي هجـــرس لكل الشرفــــاء :: قــســــــم الشـــعـــــــر والخـــــواطـــــــر-
انتقل الى: