الرجال قوّامون على النّساء

مِن نُكَتِ القرآن
الرجال قوّامون على النّساء

(الرجالُ قَوّامونَ على النّساءِ بما فضّلَ اللهُ بعضَهم على بعضٍ وبما أنفقوا مِن أموالِهم) سورة النساء 34.

قَوّامون:
جمع قَوّام.
صيغة مبالغة.
القَوّام والقيّم بمعنى واحد.
وقيل: الأول أبلغ.

وبما أنفقوا من أموالهم:
التقدير: وبما أنفقوا من أموالهم عليهن (المهر والنفقة).

لم يقل:
بما فضّلهم عليهنّ.

لم يقل:
وبما أنفق بعضهم على بعض.

المعنى:
- فضّلَ الرجالَ على النساء في حالات، منها القوامة.
- فضّلَ النساءَ على الرجال في حالات، منها: مكانة الأم: أمك ثم أمك ثم أمك.
- لو كان تفضيل الرجال على النساء مطلقًا لجاء التعبير: بما فضّلهم عليهنّ.

ما فعله المفسرون (تفسير ذكوري):
- بيان أفضلية الرجال على النساء مطلقًا، كأن تعالى قال: بما فضّلهم عليهنّ!
- عدم بيان أي أفضلية للمرأة على الرجل، في أي حالة من الحالات!

نبذ من أقوال المفسرين:
الطبري:
- بما فضل الله به الرجال على أزواجهم!
- بتفضيل الله الرجالَ على النساء (سُفيان).

الرازي:
ذكرنا أن سبب نزول هذه الآية أن النساء تكلمن في تفضيل الله الرجالَ عليهن في الميراث، فذكر تعالى في هذه الآية أنه إنما فضل الرجال على النساء في الميراث؛ لأن الرجال قوّامون على النساء، فإنهما وإن اشتركا في استمتاع كل واحد منهما بالآخر، أمر الله الرجال أن يدفعوا إليهن المهر، ويدرّوا عليهن النفقة، فصارت الزيادة من أحد الجانبين مقابلة بالزيادة من الجانب الآخر، فكأنه لا فضل البتة، فهذا هو بيان كيفية النظْم.

تعليق:
ألغى الرازي الفضل، والحق أن الفضل موجود، فالرجال يفضلون في حالات، والنساء في حالات، والله أعلم.

أبو حيان:
المراد بالبعض الأول: الرجال، وبالبعض الآخر: النساء!

المنار:
هذا التفضيل إنما هو للجنس، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء. فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم والعمل، بل في قوة البنية والقدرة على الكسب. ولم ينبّه الأستاذ (محمد عبده) على هذا المعنى، على ظهوره من العبارة، وتصديق الواقع له، وإن ادّعى بعضهم ضعفه! (رشيد رضا).

تعليق: اقترب رشيد رضا من المعنى، لكني أخالفه في مطلع قوله. فقد يكون التفضيل لجنس على آخر، وليس لأفراد كل جنس. وتفسيره لقوله تعالى: (ولا تتمنّوا ما فضّلَ الله به بعضَكم على بعضٍ) أفضل.

لماذا اختلف تفسير المفسرين بين الآية 32 والآية 34 من سورة النساء؟
لعلهم ظنوا أن المعنى في الآية 34 لا يستقيم إلا بأن يكون الفضل للرجال على النساء! والحق أن الفضل للرجال على النساء هو في القوامة، وليس في كل حالة. وهو من جملة تفضيلات الرجال على النساء.

المزايا النسبية:
- هناك مزايا نسبية للبلدان، كما يقول علماء الاقتصاد.
- ومزايا نسبية للرجال.
- ومزايا نسبية للنساء.
- ومزايا نسبية لكل شخص.

آيات أخرى:
(ولا تتمنّوا ما فضّلَ اللهُ بهِ بعضَكم على بعضٍ) سورة النساء 32.
ابن عاشور: صالح لأن يكون مرادًا به آحاد الناس، ولأن يكون مرادًا به أصنافهم.

المنار:
في قوله : ( ما فضل اللهُ بهِ بعضَكم على بعضٍ) إيجاز بديع، وهو يشمل:
- ما فضل الله به بعض الرجال على بعض.
- وما فضل به بعض النساء على بعض.
- وما فضل به جنس الرجال على جنس النساء.
- وما فضل به جنس النساء على جنس الرجال، من حيث إن الخصوصية فضل، أي: زيادة في صاحبها على غيره.
- وما فضل به بعض الرجال على بعض النساء.
- وما فضل به بعض النساء على بعض الرجال.

الجمعة 28/12/2012م رفيق يونس المصري