قصيدة هذيان شاعر.

سلكت أضاليل الحياة رشيدا
وسرت مع الجمع الغفير وحيدا
وعاشرت من بيض الوجوه عبيدا
وعانيت أنواع الشقاء سعيدا
وقد عدت في عمر المسيح وليدا
***
صعدت الى رأسي فأبديت أنجما
وغصت الى اعماقي فألفيت منجما
وصافيت أعدائي ولم أكن مرغما
وعاديت أحبابي وما زلت مغرما
وبت قريبا حيت بت بعيدا
***
أجوع فآبى أن أذوق غذائي
وأثقل في الحر الشديد كسائي
ويسمع في عرس الصديق رثائي
ويعلو على قبر الحبيب غنائي
وأنقر قدام الجنازة عودا
***
أرى كل شيء عكس ما تنظرونه
وتكره نفسي كل شيء تعشقونه
وذلك أمر واضح تعرفونه
فقولوا فلان قد أذاع جنونه
فما هد أو هز الكيان هودا
***
تعالوا فنبدي فرحنا وسرورنا
ونهتك في ضوء النهار ستورنا
ليعلم أهل الأرض طر أمورنا
فنجعل في النهج القويم مسيرنا
فلست اذا يقضى علي عنيدا
***
ألم تفرحوا أنتم بنفي رجالكم
ألم تشنقوا استقلالكم بحبالكم
ألم تسلموا للعار مجد جبالكم
ألم تشتروا استعبادهن بمالكم
ألم تتركوا الحر الشريف شهيدا
***
ضحكتم على الأخلاق والعلم والذكاء
وأنتم أحق الناس بالنوح والبكاء
وما في الغنى عار عليكم ومشتكى
إني رأيت المال كالأصل إن زكى
يولد إحسانا ويثمر جودا
***
ولكن غناكم ماحل ما أفادكم
سوى أنه أغرى الغريب فسادكم
أقول لعل القول هز فؤاذكم
إني رأيت يهودا يشتروا يلادكم
فيا ليت كنتم في السخاء يهودا